لافتة رفعت خلال اعتصام سابق ضد الضرائب ورفع الأسعار بالأردن
حذرت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن الحكومة من "انفجار لا تحمد عقباه" بسبب "الضغط المستمر نتيجة انفلات الأسعار"، واعتبرت ما يجري من "أحداث مؤسفة" في دول عربية -مثل تونس والجزائر- جرس إنذار للأنظمة العربية بضرورة تغيير سياساتها.
وطالب المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد -في تصريح نشر على الموقع الرسمي للجماعة الاثنين- الحكومة الأردنية بـ"التصدي لحالة انفلات الأسعار التي بلغت مستويات مهددة للأمن المجتمعي".
ودعا إلى "تفكيك حالة الاحتقان الشعبي من خلال اتخاذ خطوات إصلاحية جادة"، وقال إن "الضغط المستمر على المواطنين من شأنه أن يولد انفجارا لا تحمد عقباه".
واعتبر مراقب الإخوان بالأردن ما يجري في بعض البلاد العربية -مثل الجزائر وتونس- من "أحداث مؤسفة" أدت إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى، بمثابة "جرس إنذار"، وطالب الأنظمة العربية "بتغيير سياساتها عوضا عن مواجهة الغضب الشعبي بالهري والغازات المدمعة والرصاص الحي".
ودعا سعيد الحكومة إلى "التوقف عن الاستجابة للنصائح الأميركية والإملاءات الأجنبية، واتخاذ خطوات عاجلة في مجال الإصلاح السياسي والاعتراف بجميع الخطايا التي وقعت في الانتخابات النيابية، ومصارحة الشعب بجميع السلبيات التي أدت إلى هذه الأوضاع الخطيرة المتفجرة".
وطالب بمراجعة شاملة لسياسة الأسعار ولاسيما المشتقات النفطية، وقال إن "على الحكومة أن تكون بالغة الحساسية، وهي تقترب من الفقراء والمستضعفين من أبناء الشعب".
وحذر القيادي الإسلامي البارز من "المخطط الأميركي الساعي إلى تفتيت الأمة وإيقاظ الولاءات الأولية وإثارة الفتنة وتقسيم البلدان".
|
سعيد دعا الحكومة لعدم الاستجابة للنصائح الأميركية والإملاءات الأجنبية (الجزيرة نت)
|
التحضير لمسيرات
وجاء تصريح سعيد على وقع تحضيرات قوى شعبية لمسيرات تنطلق الجمعة المقبلة في عدد من مدن المملكة احتجاجا على سياسات الحكومة الاقتصادية.
وقال رئيس لجنة عمال المياومة محمد السنيد للجزيرة نت إن المسيرات ستنطلق في مدن مأدبا والكرك والطفيلة والعقبة وإربد بعد صلاة الجمعة، وإن تلك التحركات ستكون "سلمية وحضارية وهدفها المطالبة بإقالة حكومة سمير الرفاعي التي تعوض عجز الموازنة من جيوب الفقراء".
ونفى السنيد أي علاقة للمسيرات بأي حزب أو تيار سياسي، وقال إن الشباب واللجان التي دعت لهذه المسيرات مشكلة من "فقراء متضررين من سياسات رفع الأسعار التي تنتهجها هذه الحكومة"، مشيرا إلى أن هذه اللجان تشكلت بعد مسيرة خرجت الجمعة الماضية في منطقة ذيبان بمحافظة مأدبا احتجاجا على سياسات رفع الأسعار.
|
الأوساط السياسية تتحدث عن قلق الحكومة التي يقودها سمير الرفاعي (الجزيرة)
|
قلق حكومي
وتأتي هذه التطورات وسط حديث أوساط سياسية من قلق حكومي للدعوات للمسيرات، والخشية من تحولها إلى أحداث شغب أسوة بما شهدته الجزائر وتونس.
وأعلنت الحكومة اليوم رفع أجور العاملين في النقل العام في كافة أنحاء المملكة بنسبة 10% اعتبارا من الأحد المقبل اعتمادا على الرفع الأخير لأسعار المشتقات النفطية بالأردن بنسبة وصلت إلى 9% نهاية الشهر الماضي.
وجاء الإعلان الحكومي بعد ساعات من تأكيد وزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي أن الحكومة ستتدخل بقوة لضبط الأسعار، وذلك بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل لافت مؤخرا.
وتواجه سياسة الحكومة في تسعير المشتقات النفطية انتقادات مستمرة من اقتصاديين وسياسيين وصلت حد اتهام الحكومة بالتربح من وراء هذه السياسة، وطالب نواب في البرلمان مؤخرا بتخصيص جلسة للاطلاع على سياسة الحكومة في هذا المجال.
وفرضت الحكومة ضرائب على البنزين تراوحت بين 22% و26% منذ منتصف العام الماضي لتعويض العجز الذي وصل لأكثر من ملياري دولار، وقالت الحكومة إنها نجحت في تخفيضه مع نهاية العام المنصرم لنحو 1.5 مليار دولار.