لم يكد وائل جمعة ينتهي من الاحتفالات بالفوز بكأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي وحصوله على لقب أفضل مدافع، إلا وكانت عاصفة من الجدل تحيط به بعد تلقيه بطاقة حمراء مباشرة في أول ظهور له مع الأهلي أمام غزل المحلة في الدوري الممتاز.
الطرد أدى إلى انتقادات شديدة من جانب النادي الأحمر لحكم اللقاء، واتهامات تعرض لها جمعة نفسه من جماهير المنافسين بتعمد الخشونة في لعبه، كما أبعده عن مباراتين للأهلي في الفترة المقبلة والتي يبدو فيها الدوري على وشك استعادة عافيته.
جمعة صاحب الأعوام الـ35 يدافع عن نفسه بعد لقاء المحلة ويتحدث عن مشواره الدولي مع المنتخب في الفترة المقبلة في حديثه
كان من المفترض أن يبدأ الحديث معك بأمم إفريقيا، ولكنك تتفق معي أن طردك في لقاء المحلة احتل صدارة المشهد الآن.
للأسف نعم، ولكنني أؤكد أن اللعبة لم تكن تستحق بطاقة حمراء وكان على الحكم الاكتفاء باحتساب الخطأ لأنني لم أضرب لاعب المحلة بالمرفق، ولكنه كان التحاما عاديا ولم يكن فيها أي نية لتعمد إيذاء الخصم كما أن لاعبي المحلة تعمدوا التمثيل طوال اللقاء وساعدهم الحكم في ذلك باحتساب الأخطاء، وهو ما أخرجني عن شعوري.
ولكن الإعادة التليفزيونية أوضحت أنك ضربته بمرفقك.
رأيت اللعبة في التلفزيون وأعرف أنها بدت كذلك، ولكنها في الحقيقة لم تكن مثلما رآها الناس على الشاشة، وأؤكد أن لاعب المحلة لم يتعرض لأي اعتداء مني في هذه اللعبة.
المثير للإحباط أنني لعبت ست مباريات في كأس الأمم الإفريقية حفلت جميعها بالتحامات قوية مع مهاجمين أقوياء، ولكنني انتزعت بعدها لقب أفضل مدافع في إفريقيا ولكنني أعود الآن إلى الدوري الممتاز وأشعر أنني ألعب كرة نسائية بسبب احتساب أخطاء على التحامات عادية تحدث دائما في الملاعب الإفريقية والدولية.
هل سيتأثر الأهلي بإيقافك المباراتين المقبلتين؟
هذا هو أكثر ما أخشاه وأحزن له. فبطولة الدوري دخلت مرحلة صعبة الآن، وبات النقطة صعبة المنال وفقدانها له وزن، وكنت أتمنى التواجد مع الفريق في المباراتين المقبلتين خاصة وأن الجهاز الفني يعتمد علي بصفة أساسية منذ بداية الموسم ... ولكنني مطمئن لوجود بدلاء أكفاء في صفوف الفريق.
ألا ترى أن إيقافك قد يكون له جانب إيجابي، وهو حصولك على قسط من الراحة عقب خوض جميع مباريات كأس الأمم أساسيا؟
لا أعتقد أنني سأحصل على راحة في هذه الفترة لأن مباريات الدورية مكثفة بحيث يقام لقاء كل ثلاثة أو أربعة أيام وبالتالي فإنني مستمر في التدريبات كي أكون جاهزا بعد انتهاء الإيقاف. أتمنى المشاركة في المباريات أفضل من الحصول على راحة.
هل تعتقد أن لاعبي منتخب مصر يتعرضون لحمل بدني كبير بالدخول في أجواء الدوري بعد صدامات كأس الأمم؟
بالطبع، فخوض ستة لقاءات عنيفة في كأس الأمم الإفريقية كان له تأثيره على اللاعبين الدوليين، ولكن النادي الأهلي هو الأكثر تأثرا. فافتقدنا سيد معوض وعماد متعب أمام المحلة كما أن أحمد حسن لعب مباراة غانا وهو مصاب وبالتالي لم يكن سيشارك مع الأهلي حتى لو لم يكن موقوفا.
بالعودة إلى المنتخب، هل ترى اهتماما من اللاعبين بلقاء إنجلترا الودي رغم أنه ليس إعدادا لأي بطولات رسمية مقبلة؟
أتفق معك في عدم وجود دوافع كبيرة في مباراة إنجلترا نظرا لعدم تأهلنا لكأس العالم، ولكنني أحد اللاعبين الذين خلقوا دوافع لأنفسهم، أهمها على الإطلاق هو الدفاع عن الصورة الجيدة التي رسمها منتخب مصر لنفسه في كأس الأمم الإفريقية، والتأكيد على أننا أبطال القارة بجدارة وأفضل من الفرق الخمسة التي تأهلت إلى كأس العالم والتي هزمنا أربعة منها في أنجولا.
لعبت مصر أمام إسبانيا بعد الفوز بالكأس في 2006 ثم أمام الأرجنتين بعد 2008 وجاءت النتيجتان مخيبتان للآمال .. هل سيتكرر الأمر أمام إنجلترا؟
خوض هذه المباريات الكبيرة أمر هام في حد ذاته بغض النظر عن النتيجة، فمثلما تختلف الكرة المحلية عن الإفريقية، فإن الاحتكاك بمنافسين أوروبيين ولاتينيين يختلف أيضا عن اللعب في كأس الأمم. وبالفعل خسرنا مباراتي إسبانيا والأرجنتين ولكن الجميع يتذكر أن الفريق قدم مستوى طيبا.
ونسعى أمام إنجلترا إلى تقديم مستوى جيد أيضا في استاد ويمبلي مع محاولة تحقيق نتيجة إيجابية هذه المرة، ولكن حتى إن لم تتحقق فلن نخسر شيئا لأن الاحتكاك بهذه المستويات أمر إيجابي خاصة للاعبين الصغار الذين لا يمتلكون رصيدا دوليا كبيرا.
البعض يخشى هزيمة كبيرة أمام إنجلترا بسبب احتمال ميل اللاعبين للأداء الفردي سعيا وراء اهتمام الأندية الإنجليزية؟
لا أخشى أن تتحول المباراة إلى "فاترينة" يعرض فيه اللاعبون مهاراتهم، لأن مصر تميزت في كأس إفريقيا بالجماعية التي سيحافظ عليها الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة والذي لن يسمح بأن ينفرط عقد الفريق من أجل اللعب الفردي، وهو ما يعلمه اللاعبون جيدا.
أعود الآن إلى الدوري الممتاز وأشعر أنني ألعب كرة نسائية بسبب احتساب أخطاء على التحامات عادية تحدث دائما في الملاعب الإفريقية والدولية
وائل جمعة
ما رأيك في ممثلي إفريقيا في كأس العالم؟
كوت ديفوار فقط يمكن أن تكون خير ممثل لإفريقيا في كأس العالم رغم صعوبة مجموعتها، وأتوقع أن يتحسن أداء الأفيال عن المستوى الذي قدموه في كأس الأمم الإفريقية، لأنها بطولة أكبر وتحظى بنسبة مشاهدة أعلى، وفي الوقت نفسه سيسعى جميع لاعبي كوت ديفوار إلى الحفاظ على أسمائهم الكبيرة في أوروبا من خلال كأس العالم.
بصراحة، هل تشعر بتعاطف مع الجزائر في كأس العالم؟
الجزائر مثلها مثل أي فريق إفريقي بالنسبة لي، فبعد الاحداث التي يعرفها الجميع والتي صاحبت آخر مباراتين في التصفيات، لن أستطيع التعاطف معهم بشكل خاص في كأس العالم.
في الـ35 من عمرك، هل تدرس الاعتزال الدولي؟
لا لا أفكر في الاعتزال حاليا. يعلم الجميع أن الابتعاد عن الكرة صعب، فما بالك إذا كنت في أفضل حالاتك الفنية والبدنية وهو الرأي الذي أجمعت عليه الجماهير والنقاد في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة. حينما أشعر أنني غير قادر على العطاء سأبتعد فورا لإتاحة المجال لآخرين.
يبدو أن هذا هو الاتجاه السائد بين لاعبي المنتخب الكبار.
نعم فأنا وأحمد حسن وعصام الحضري نشعر أن في إمكاننا الاستمرار مع المنتخب خاصة بعد حصولنا على ألقاب أفضل مدافع، وأفضل لاعب، وأفضل حارس في أنجولا إضافة إلى المساهمة مع باقي أعضاء الفريق في الفوز بالكأس.