حث زعيم حماس في غزة اسماعيل هنية الفصائل الفلسطينية على الالتزام بالهدنة القائمة فعليا مع اسرائيل والتي اعلنت بعد موجة من القتال الشهر الماضي وذلك لمنح اتفاق المصالحة مع حركة فتح "فرصة".
وقال هنية في خطاب انه يدعو لمنح الحكومة القادمة فرصة من خلال الحفاظ على اتفاق وقف اطلاق النار. وجاءت تصريحاته بعد يوم من توقيع اتفاق الوحدة الفلسطينية في القاهرة يوم الاربعاء.
وطالب اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس فى غزة بصون اتفاق المصالحة الفلسطينية من خلال التطبيق الأمين والمتوازي في الضفة الغربية وقطاع غزة لما تم الاتفاق عليه.
وأكد هنية , خلال خطاب له في مركز رشاد الشوا بمدينة غزة مساء اليوم الخميس , على أهمية عدم الخضوع للابتزاز السياسي من قبل الأطراف الفلسطينية .. وقال "الوحدة الوطنية أغلى من كل شيء حتى لا تتعطل المصالحة والاتفاق".
حضر خطاب هنية السياسي قيادات من معظم الفصائل الفلسطينية منهم القياديان من حركة فتح عبد الله أبو سمهدانة ودياب اللوح, إضافة إلى وزراء في الحكومة بغزة.
وأوضح هنية الخطوات العملية المطلوبة بعد توقيع اتفاق المصالحة أولها الاتفاق على تشكيل حكومة التوافق الوطني التي من مهامها الإشراف على ترتيب الانتخابات وإعادة الإعمار وإنهاء الحصار وملفات أخرى.
وأضاف أنه يجب التوافق على أسماء المستقلين الذين سينضمون للقيادة الوطنية المؤقتة لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية, مطالبا بالعمل على إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين بلا استثناء .. وقال "إن هذه قضية في غاية الأهمية لبناء جسور الثقة .. فما زال هناك اعتقالات واستدعاءات حتى هذه اللحظة في الضفة المحتلة وهذا أمر غير مقبول".
ودعا هنية إلى وقف الحملات الإعلامية وإطلاق الخطاب الإعلامي الذي يرسخ مفاهيم الوئام والمصالحة والابتعاد عن توتيرت وشحن الشارع الفلسطيني.
وأكد أهمية الاتفاق على تشكيل اللجنة الأمنية العليا كما نصت عليه الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية وأن تكون التفاهمات مهمتها رسم السياسات الأمنية في المرحلة الانتقالية.
ومن الخطوات التي ذكرها هنية : الاتفاق على تشكيل لجنة الانتخابات العليا والاتفاق على تشكيل محكمة الانتخابات وهو ما نص عليه الاتفاق ويتم الرجوع لها في حال الاختلاف عند الانتخابات, بالإضافة إلى البرنامج السياسي المشترك.
وشدد على ضرورة التوافق على البرنامج الأمني المشترك .. وقال "إن الضفة وغزة وحدة واحدة .. فلابد أن تكون هناك سياسة أمنية مشتركة" .. مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على بقاء الوضع الأمني في كل منطقة مع بحث السياسات المشتركة.
وأكد على أن الأمن يجب ألا يعمل في سياق التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي, مشيرا إلى أهمية الإجراءات الإدارية للنظر في الواقع من خلال تشكيل لجنة من الخبراء للنظر في القرارات والترقيات في الضفة وغزة وتفعيل المجلس التشريعي.
ورأى هنية أنه يمكن إنجاز كل هذه الملفات خلال شهر .. وقال "جاهزون كحكومة فلسطينية لأن ندفع الثمن المطلوب من أجل إنجاح المصالحة".
وتطرق اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس فى غزة إلى التخوفات في موضوع المصالحة ..
وقال إنها تكاد تكون مشروعة .. فالتحديات موجودة والطريق فيه ألغام وتحديات وعقبات وهي راجعة للتجارب السابقة".
وأضاف "هناك تخوفات وتحديات من الاحتلال وتصريحاته فيما يتعلق بالمصالحة تبين أنه لن يروق له استمرارها وهم يريدون بقاء شعبنا مفتتا".
ولفت إلى التخوف من التعاطي الأمريكي والأوربي مع حكومة التوافق الوطني القادمة .. وهل سيكررون سيناريو المقاطعة والعزلة بالإضافة إلى تخوفات حول القدرة الفلسطينية على استيعاب الاستحقاقات على هذه المصالحة إداريا ووطنيا.
وطالب هنية الحكومة القادمة بأن تحافظ على المكتسبات والايجابيات الحاصلة وتعالج سلبيات الواقع المعقدة والمحافظة على الشفافية في إدارة المال والمصداقية السياسية ولا يجعلوا للخارج تدخلا في القرار مقابل المال وغيره.
ودعاها إلى حماية المجلس التشريعي ودوره الرقابي والقانوني .. وقال "لابد أن نحمي ونكرس مبدأ الشراكة السياسية والأمنية والإدارية .. وقمنا بهذا الأمر في إطار حكومة الوحدة وفشلت في حينها لأسباب تعرفونها".
وحث اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس فى غزة الحكومة القادمة على إيجاد نظام سياسي ديمقراطي محترم قائم على الاحترام المتبادل على أساس أننا نعيش مرحلة تحرر من الاحتلال .. موضحا أن الهدف الأساسي والأولوية للشعب الفلسطيني هو تحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة وعاصمتها القدس والعودة وتحرير الأسرى.
وسرد هنية الأمور التي سرعت إنجار المصالحة وهي أن الحالة الفلسطينية وصلت إلى لحظة لابد أن نقطف فيها ثمرة المصالحة, بالإضافة إلى الثورات العربية التي أوجدت بيئة سياسية مختلفة أسهمت في إحداث الاختراق وتحقيق البداية الأولى للمصالحة.
وأشاد هنية بالثورة المصرية .. وقال إنه كان لها أثر إيجابي على القضية الفلسطينية واعتبر "أن المصالحة الفلسطينية من بركات الثورة المصرية".
وأوضح أن هناك ثلاثة أمور تطورت في العلاقة مع مصر .. فهم تمكنوا من تحقيق المصالحة برعاية مصرية وحديثهم وتصريحاتهم الواضحة من أجل فتح معبر رفح بشكل كامل ونهائي وإنهاء معاناة غزة.
وأشار إلى رفض القيادة المصرية الجديدة أي عدوان إسرائيلي على قطاع غزة .. وقال إن ذلك كان واضحا فى الموقف المصري إزاء التهديدات الإسرائيلية الاخيرة.