شباب الثورة في ندوة الهيئة
أكد عدد من ممثلي شباب الثورة أننا أمام أزمة دستورية خطيرة، ويجب أن
نتوصل لإطار حاكم ومرجعي لمن يضع الدستور، كما يجب وضع مواد محصنة للدستور
أو مواد فوق دستورية، وقالوا إننا لم نسمع عن برلمان يضع دستوراً لأنه
بالتأكيد ستصنعه الأغلبية على هواها، والأغلبية متغيرة من دورة إلى أخرى،
مشيرين إلى ضرورة أن يصاغ الدستور بمبدأ التوافق وليس الغلبة.
جاء
ذلك ضمن فعاليات الندوة التي أقيمت بقاعة صلاح عبد الصبور، بالهيئة العامة
للكتاب، حول (مواقع التواصل الاجتماعي والتغيير) وأثرها على ثورة 25 يناير
المجيدة، وحضرها عدد من ممثلي شباب الثورة، وأدارها الناشط جورج إسحاق،
وشارك فيها طارق الخولي المتحدث الإعلامي بحركة 6 أبريل، وخالد تليمة عضو
مكتب ائتلاف الثورة، والمخرجة شيرين طلعت، والمخرجة هالة جلال.
وقال
ممثلو شباب الثورة بأنهم لم يذهبوا إلى للحوار الوطني الذي دعا إليه
المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذي انطلقت أولى جلساته مساء (الأربعاء)،
في مسرح الجلاء بمصر الجديدة، قبل وضع أجندة واضحة لما سيتم التحاور حوله
وآلية تنفيذه، إضافة إلى وضع دستور جديد، مؤكدين أن معركتهم القادمة ستكون
تحقيق شعار "الدستور أولا"، وقالوا إن تعديل قانون تكوين الأحزاب الجديد
يعيق التعددية الحزبية التي هي أساس الديمقراطية، معتبرين أن كل ذلك يصب في
خانة تغيير قشرة النظام فقط، فلا حاجة إلى ضرورة الإعلان عن إنشاء حزب في
الجرائد لأن ذلك يتكلف أكثر من نصف مليون جنيه يصعب تدبيرها.
وأجمع
المشاركون على أن الإنترنت لعب دور الإعلام البديل في الثورة، وسيظل كذلك
حتى يحرر الإعلام المصري ،كما اتفق المشاركون على وجود احتقان طائفي في
مصر، لا يجب إغفاله وأن التعامل معه لن يكون مجديا إلا بالتعامل القانوني
وبإطلاق حزمة القوانين التي تساوي بين المصريين، ولا تفرق بينهم بسبب
الدين، منها إصدار القانون الموحد لدور العبادة.
وكشف المشاركون في
الندوة عن أن غباء النظام السابق ساهم في إنجاح الثورة عندما حذر المواطنين
من النزول للشارع أو الاستجابة لدعاة التظاهر، وحددوا "بغباء" اليوم
والمكان، وهو ما ساعد في إعلام من لا يتعامل مع الإنترنت.
وقال جورج
إسحاق، الناشط السياسي وأحد مؤسسي حركة كفاية، إن الجميع في مصر يقول الآن
نريد دولة مدنية، فالإخوان يقولون ذلك واليساريون أيضا، ولكن أولا يجب أن
نعرف الدولة المدنية ونتفق على ماهيتها وأنا متمسك بما قاله د.يحيى الجمل
في أول حوار وطني، حيث قال "لن يصدر قانون إلا إذا جاء بناء على حوار
مدني"، وعن الفتنة الطائفية أشار إلى أنه غير راض عن تعبيرات عنصري الأمة
أو قطبي الأمة، وقال إن هذه التعبيرات يجب أن تذهب إلى مزبلة التاريخ، فأنا
لا أعلم غير كلمة المواطن والمواطنة.
وحدد خالد تليمة، عضو ائتلاف
شباب الثورة، الأسباب الرئيسية لثورة 25 يناير، وهي: أن 40% من المصريين
يقعون تحت خط الفقر، والإهدار الممنهج لكرامة المصريين يوميا في أقسام
الشرطة، ودور الثورة التونسية في إيصال رسالة مفادها أنه لا شيء مستحيل.
وأوضح
تليمة أن ما حدث في الاستفتاء على التعديلات الدستورية أكد أننا أمام
مشروعين مختلفين؛ الأول مشروع يريد أن يعود بنا إلى الوراء على رأسه
السلفيون والإخوان، وظهر ذلك من خلال رفع وتوظيف الشعارات الدينية وقت
الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وأن "نعم" كانت تعني أنك مع الله حتى
سيطرت كلمة "نعم" على خطبة الجمعة التي سبقت الاستفتاء، وما قيل في جوامع
مصر وما حدث على أبواب اللجان شيء يفوق العقل.
وأضاف أن المشروع
الثاني يبحث عن دولة مدنية، ويجب أن نسأل أنفسنا ما المطلوب من القوى
المدنية والسياسية في مصر في الفترة القادمة حتي لا يسيطر الإخوان على 90%
من البرلمان، وعن اللغط الدائر حول انسحاب الشباب من الحوار الوطني قال
تليمة إن الائتلاف مسئول فقط عما يقوله ولن نذهب للحوار الوطني الذي دعا
إليه المجلس الأعلي للقوات المسلحة في مسرح الجلاء بمصر الجديدة قبل وضع
أجندة واضحة وآلية لما سيحدث ولما سنتحاور عليه، ووضع دستور جديد وستكون
معركتنا القادمة تحقيق شعار "الدستور أولا"، فهناك حرص شديد من المجلس
العسكري أن تتغير قشرة النظام فقط في الظاهر،وهذا واضح في تعديل قانون
تكوين الأحزاب،فالقانون الجديد يعيق التعددية الحزبية وهذا التعدد هو أساس
الديمقراطية.
وقال إنا علقنا الحوار الوطني مع المجلس العسكري منذ يوم 9
أبريل،فهناك حوالي 5000 من زملائنا يحاكمون في محاكم عسكرية ومعتقلين ولن
نتنازل عن توضيح هذه الأمور.