إن
هناك في الجنة يوم المزيد وزيارة العزيز الحميد، ورؤية وجهه المنزه عن
التمثيل والتشبيه كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر،
فاستمعي
يوم ينادي المنادي، " يا أهل الجنة .. إن ربكم – تبارك وتعالى – يستزيركم
فحيَّ على الزيارة فإذا بالنجائب قد أعدت لهم، فيستوون على ظهورها مسرعين،
حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعداً، وجمعوا هناك ، فلم
يغادر الداعي منهم أحداً،
أمر
الرب – تبارك وتعالى – بكرسيه فنصب هناك، ثم نصبت لهم منابر من نور،
ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، وجلس
أدناهم على كثبان المسك، ما يرون أصحاب الكراسي فوقهم في العطايا، حتى إذا
استقرت بهم مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي : يا أهل الجنة ..
سلام عليكم .
فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم " اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ".
فيتجلى
لهم الرب – تبارك وتعالى- ويضحك لهم، ويقول: يا أهل الجنة : فيكون أول ما
يسمعون منه تعالى : أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني، فهذا يوم
المزيد ، فيجتمعون على كلمة واحدة: أن قد رضين ، فارض عنا، فيقول : يا أهل
الجنة.. إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد، فسلوني
فيجتمعون على كلمة واحدة : ( أرنا وجهك ننظر إليه ) فيكشف الرب – جل جلاله –
الحجب، ويتجلى لهم، فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله سبحانه وتعالى- قضى
أن لا يحترقوا لاحترقوا . ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه –
تعالى – محاضرة حتى إنه ليقول: يا فلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا، يذكره
ببعض غدراته في الدنيا، فيقول : يا رب ألم تغفر لي؟ فيقول : بلى : بمغفرتي
بلغت منزلتك هذه.
فيا لذة الأسماع بتلك المخاطبة.ويا قوة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة، ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة .
(
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ* وَوُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ *تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ )
(القيامة:22-25)
فحي على جنات عدن فإنها ***** منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبى العدو فهل ترى ***** نعود إلى أوطاننا ونسلـــــــم