"شباب مصر قاموا بأفضل ثورة ..وتمتلك مصر بهم أفضل ثروة" هذه الجملة حرص
ان يستهل بها جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية خطابه الذي
ألقاه أمس من دار الأوبرا ووجهه إلى الدول العربية تحت عنوان "استجابة
الاتحاد الأوروبي إلى الربيع العربي" قال فيه ان الاتحاد الأوربي انتهى من
أعداد خطة عمل لدعم الربيع العربي يبدأ تنفيذها في شهر سبتمبر القادم باسم
مشروع "سبرنج" تتيح تقديم منح اقتصادية لمدة عامين بمبلغ 350 مليون يورو
للدول التي تمر بمراحل تحول ديموقراطي مثل مصر وتونس وعدد من الدول العربية
الأخرى.
باروسو أكد أن طريق مصر إلى الديموقراطية والحرية ليس سهلا.. وقال ان
الثورة في مصر لم تنته بعد وأن هناك آمالا كثيرة وبعض الإحباطات معربا عن
ثقته بأن "الروح التي أشعلت الثورة قادرة على استكمالها وهزيمة قوه الردة.
المسؤول الأوروبي لفت إلى أنه ليس بالديمقراطية فقط يتحقق القضاء على
الفقر وقال أنه يجب في أسرع وقت توفير فرص عمل للشباب لكونه أمر حاسم
للثورة..ومن منطلق إيماننا بهذه التحديات سوف يقوم الاتحاد الاوروبي برفع
التزماته المالية تجاه دول جنوب المتوسط شركائه في سياسة الجوار لمبلغ
7مليار يورو للثلاث سنوات القادمة كما سيقوم البنك الاوروبي للاستثمار
بتوفير 6مليار يورو وسيركز على دعم مصر في ثلاث مجالات أولها خاص
بالانتقال الديموقراطي وبناء وتطوير مؤسسات الدولة فيما يتعلق بمكافحة
الفساد وحقوق الإنسان وثانيها يتناول دعم المجتمع المدني من خلال توفير
برامج لتوسيع المشاركة الشبابية وثالثها العمل على تحقيق خطط النمو
المستدلم والشامل.
باروسو، أعرب في بداية خطابه، عن أسفه لسقوط العديد من الضحايا من شباب
أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير، مشيرا إلى أن أوروبا تتطلع إلى أن
تعيش في مجتمع حر بعيد عن الفساد وهذا بالطبع شىء سيحدث في مصر المستقبل.
وقال:"جئت إلى مصر للتعبير عن احترامى للمصريين وثورتهم وللتأكيد على
ثقتي في مصر والشعب المصري حيث شاهد العالم بأمل مظاهرات مصر من أجل
مستقبل أفضل به حرية وكرامة، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي لا يريد أن يتدخل
في القرارات المصرية لأننا نحترم كل دولة وخصوصياتها من أجل أن نصل إلى
نتائج ملموسة".
رئيس المفوضية الأوروبية شدد على أن الديمقراطية لابد وأن تنبع من
الداخل والمساعدات الخارجية تساعد على زرعها فقط، مشيرا إلى أنه لايوجد
نموذج للتغيير.
وقال: "إن المصريين بثورتهم قد أظهروا شجاعتهم وإصرارهم على أن يتنقلوا
لمستقبل أفضل، معبرا عن سعادته لزيارة القاهرة والتحدث إلى قادة مصر في
المستقبل والشباب والمجتمع المدني.
باروسو أضاف قائلا إنه عبر العديد من العصور تواصل الأوربيون والمصريون
من خلال التجارة والفن والأدب، مصر بموانيها وقناة السويس قد ربطت نفسها
بالعالم أجمع، مضيفا أنه فى إطار هذا التواصل "جئت إلى مصر لأتفهم الحقيقة
الجديدة في مصر..أتفهم مناضلتكم من أجل حماية الثورة".