لعلها
كانت من التعليقات الأكثر طرافة من أحد أصدقائي ومشجعي النادي الأهلي
عندما قال لي تعليقاً على رحيل التوأم إحنا آسفين يا توأم.. فمع رحيل
التوأم أعتقد أن التشجيع والكرة ستختلف وتنقلب رأساً على عقب بعد أن أضفى
التوأم على الفيلم الكروي المصري الإثارة وياتُرا ماذا سنفعل بعد رحيل
ممثلي أدوار الشر في الكرة المصرية..
حسام
وإبراهيم حسن هم بالفعل ممثلي أدوار الشر في الكرة المصرية.. سيفتقدهم
جمهور الأهلي كثيراً وستفتقدهم جماهير الكرة المصرية كثيراً.. فلا يمكن
للفيلم المصري أياً كان حجمه ودور البطل فيه أن يخلو من دور الشر وفي
النهاية "وكعادة الأفلام المصرية" تنتهي بإنتصار الخير دائماً على الشر لأن
الخير هو دائماً الطريق الصحيح..
حسام
وإبراهيم البطلان الأهم في مسلسل الدوري هذا العام وفي حوادث كثيرة ما بين
نزول جماعي للملعب من الجماهير حيث مباراة الإفريقي التونسي في دور الـ16
من دوري أبطال إفريقيا.. ومابين أحد أهم أسباب الإحتقان الجماهيري.. وأحد
أهم أضلاع "الجهل" "والتعصب" في منظومة الكرة المصرية.. فعند مجيء مانويل
جوزيه لم ينظر أياً منهم إلى ملعب فريقه ليرى ما هي متطلبات الفوز لفريقه
وما هي أوجه الضعف والقصور وكيفية معالجتها.. لكنهم إهتموا فقط بالمنافس
الأهلي ولم يركز التوأم مع فريقهما وتركوا الملعب لشيكا "الشراني تحت السن"
والذي كان بمثابة "دراع البلاي ستيشن" لحسام حسن والذي من دونه لا ترى للزمالك وجود
أو كيان.. لكن راحا ينظران بحسرة وحقد وضغينة إلى منافسهم مدعين أنهم
المظلومين وأنهم الغلابة والأهلي هو فتوة الكرة بل وصلت إلى إتهامات صريحة
لمسئوليه بالسرقة أو تيسير أمور غير قانونية للنادي كما إدعى "هيما" في حق
رئيس النادي حسن حمدي في أعقاب عقد رعاية الأهرام "الحرّاق"..
كل
ممثل من أدوار الشر منهم يدعي أنه مظلوم وأنه مغلوب على أمره ليس معنا
لاعبين ولا يوجد إمكانات واللاعبون لا يتحملوا المسئولية.. والحكام
منحازة.. والإعلام الأحمر.. والختم في الدرج.. والديك بيدن وغير هذا من
العبارات المستهلكة التي أوشكت على إبراز رائحتها العفنة..
وكانت
أبرز عناوين أدوار الشر وعلى طريقة الأستاذ غسان مطر عندما جاء الشرّاني
رقم (2) حسام حسن بواقعة هي الأولى في تاريخ الكرة المصرية عندما قام
بالإحتكاك بمانويل جوزيه مدرب الأهلي في أعقاب الإحتفال بهدف التعادل في
مرمى فريقه مدعياً أن هذا مخالفاً للروح الرياضية ولكن أين كانت الروح
الرياضية عندك كابتن حسام؟؟!!..
حتى
في المؤتمر الصحفي عقب المباراة رأينا طفلاً يتحدث لا يعرف ماذا يتكلم وعن
ماذا يقول لا يتحكم في إنفعالاته ولا يدري ماذا يخرج من لسانه وراح
"يهرتل" في المؤتمر الصحفي وأمام المراسلين والصحفيين والذي إتبعوا مقولة
"إبعد عن الشر وغنيله" وأعتقد أن بركات لو كان أطال في الحديث لقام حسن بما
لا يحمد عقباه خاصة بعد كلامه الطفولي مثل : "لاعيبتي لسة صغيرين ما عندهومش خبرة إنهم يقعوا ويضيعوا وقت وياخدوا ضربات جزاء في إشارة إلى بركات"..
أعتقد
أن التوأم هذا العام قاما بخدمة العمر أو دور الشر في الأفلام المصرية مما
كان له أثر كبير على جماهير الأهلي والتي كانت تشجع من كل قلبها ومن كل
عقلها ليس لأن المنافس يتفوق على فريقهم لكن لأن مدرب الفريق المنافس كان
يتابعهم عن كثب ويتأثر بكل كلمة أو سباب أو دخلة أو تشجيع أو مساندة من
الجمهور العظيم لفريقهم في أي وقت.. وكانوا يستمتعون بسقطات التوأم
وأحاديثهم الشيقة الكوميدية ما بين الجهل والتعصب والحقد..
بقى أن أقول لجمهور الأهلي نأسف لأن إدارة نادي الزمالك قررت
إلغاء فقرة الشر الكوميدية هذا العام بإستغناء مذل ومخزي عن توأم الألسنة
وأعرف أنكم يساوركم الحزن الآن على رحيل التوأم الخدوم لكم هذا الموسم..
ولكنها تركَت إليكم "تَرِكَة" سخية من الفيديوهات والحوارات والمناقشات
والسباب والمشكلات والبركة في اليوتيوب والفيس بوك..
وحتى
لا ننسى فمازال أمامنا فرصة للإستمتاع والنكات والضحكات مع فقرة التعصب
الكوميدية والذي تمتد من السادسة مساء وعلى مدار ساعة ونصف الساعة مع قناة
دريم في ضيافة صاحب الظروف العسيرة والآمال الزهيدة والعقد الحمراء
واللقطات البلهاء.. بندق..
بعد
أن قضيتم معنا موسماً أمتعتونا فيه بكافة الألوان السابق ذكرها فوداعاً حس
ووداعاً هيصـــــا وبقى الأمل في قناة دريم حيث التسلية مع البندق..