سقط نظام وجاء نظام ولكن اتحاد الكرة المصري أبداً ما يعرف النظام. ولطالما
بقيَ هذا الاتحاد يمارس إدارة اللعبة بعشوائية، فلن نرى أبداً كرة قدم
احترافية في مصر.
فلصلاح النظام لا بد من صلاح رأس المنظومة، ثم
صلاح باقي الكيان. أما وإن كان رأس المنظومة متخبطاً وعشوائياً، فلمَ نطالب
إذاً بكرة قدم احترافية في مصر ؟!
حقاً ما يفعله أعضاء الاتحاد
المصري لكرة القدم هذه الأيام من أجل التعاقد مع مدير فني جديد للمنتخب
الوطني المصري يعد كارثة بكل المقاييس وسُبة في حق المنتخب الوطني.
فذلك المنتخب حامل لقب كأس الأمم الإفريقية لثلاث مرات متتالية لا يجد من يدربه خلفاً لحسن شحاتة. فهل هذا يُعقل ؟
بالطبع لا يعقل، ولا يوجد أي مبرر لما يحدث سوى أن إتحاد الكرة يدير اللعبة في مصر بعشوائية وتخبط منقطعا النظير.
ويبدو
أن أعضاء الاتحاد المصري لكرة القدم من شدة تعلقهم بالكابتن حسن شحاتة،
قرروا أن يتبعوا أسلوب " الشحاتة " حتى يعطف مدير فني على المنتخب ويوافق
على تدريبه.
فيوم نرى عضو باتحاد الكرة يلمح لاقتراب تولي الكابتن
هاني رمزي مهمة المدير الفني للمنتخب وذلك حتى يقوم ببناء منتخب شاب يجمع
بين الخبرة والشباب خاصة وأنه المدير الفني الحالي للمنتخب الأوليمبي.
وما
تمر سوى بضعة أيام حتى يخرج علينا رئيس الاتحاد ليؤكد أن المدير الفني
الجديد شعره " أصفر" - يا حلاوة يا ولاد - وكأننا نتعاقد مع المديرين
الفنيين بلون الشعر وليس بالكفاءة، أو أن الاتحاد كان قد اتفق بالفعل مع
مدير فني " شعره أصفر " وفي هذه الحالة قد يكون الأمر مقبولا.
ولكن
هذا لم يكن صحيحاً بعد أن تغيرت التصريحات بعد أيام لتشير إلى أن مختار
مختار وطلعت يوسف وطارق يحيى هم الأقرب لتولي المهمة. ويبدو أن الثلاثي
شعرهم أصفر، أو قد أكون أنا مصاب بعمى ألوان !
ويا ليت الأمر يتوقف
عند هذا الحد، بل نفاجأ بعدها برئيس الاتحاد يعلن أن المدير الفني الجديد
برتغالي. ووقتها عرفنا أننا ظلمنا الرجل، فبالتأكيد سيكون المقصود بصاحب "
الشعر الأصفر " هو ذلك الخواجة البرتغالي. ولكنه فاجأنا وأعلن أنه بأن
البرتغالي هو فينجادا وهو الذي يمتاز بملامح لا تستطيع التفريق بينها وبين
ملامح مواطن مصري من حي شبرا !
وفجأة وقبل الإعلان عن تولي فينجادا
المسئولية رسمياً، يعتذر فينجادا، ويؤكد سمير زاهر أن مارشيللو ليبي يرغب
في تدريب المنتخب، ثم يؤكد اقتراب طلعت يوسف، ثم صعوبة توليه المسئولية بعد
أن فوجئ بتعاقده مع المصري !
وأخيراً نفاجأ جميعاً وعلى عكس كل التصريحات التي " وجعوا دماغنا بيها " بأن المدير الفني الجديد هو " القديم " شوقي غريب.
ولكن
حتى في هذا الاختيار، وفي يوم الإعلان عنه رسمياً، يختلف أعضاء الاتحاد
الفاشل ويقرروا تأجيل يوم الإعلان عن المدير الفني الجديد لأسبوعٍ آخر.
ماذا
يحدث بالفعل ؟ ومتى نرتاح من هذه العقليات ؟ نريد أن نعلم كيف يفكر هؤلاء
الأعضاء في تلك الجبلاية ؟ فهل الأمر صعب لهذه الدرجة ؟ وهل لا يوجد مدرب
يطمح في تدريب المنتخب المصري ؟ أم أن المكشلة في هذا الاتحاد الفاشل ؟
بالطبع
المشكلة في هذا الاتحاد الذي لا يوجد مثله في الدنيا. فمن المفترض في أي
اتحاد لديه أبجديات الإدارة، أن يفتح باب التفاوض مع المدير الفني الجديد
في وجود شحاتة نفسه تحسباً لخروجه من التصفيات الإفريقية وتوفير البديل
الكفء بدلاً من الانتظار حتى اللحظات الأخيرة.
حقاً لم أرَ يوماً
أو أسمع عن اتحاد كرة قدم يمارس عمله بهذه الطريقة. ولا يتبقى - حتى تكتمل
الشحاتة - سوى أن يخرج سمير زاهر بجلباب مقطوع في الشوارع ويجلس أمام مسجد
السيدة زينب وينادي " لله يا محسنين .. مدرب للمنتخب يا ولاد الحلال " لعل
أحداً يعطف عليه ويقبل بمهمة تدريب المنتخب !