أكد عماد أبو غازي، وزير الثقافة، أن مصر تعيش مرحلة هامة في
تاريخها، وقال إننا مقبلون على انتخابات مجالس نيابية وانتخابات رئاسية
وصياغة دستور جديد سيحدد مستقبل مصر لسنوات قادمة، وأتصور أن الثقافة تلعب
دورا مهما في هذه المرحلة، حيث إن الأعمال الصغيرة يمكنها أن تحقق إنجازات
كبيرة.
وأكد أبو غازي -في تصريحات له اليوم الأربعاء- أن
وزارة الثقافة كانت تعاني من مشكلات كثيرة في المراحل السابقة، فكل أنشطتنا
كانت تتم في مناطق ومواقع محدودة، وكنا محرومين من النزول والتواصل مع رجل
الشارع وإقامة أنشطة في الشوارع أو الميادين، وهذا ما نسعى إليه الآن في
سياستنا الجديدة، حيث نقوم بخلق ثقافة تخدم الشعب كله وإنهاء حالة المركزية
في تقديم الخدمات الثقافية التي اتسم بها أداء الوزارة في العهد السابق،
فكانت أنشطة الثقافة تتركز في القاهرة والإسكندرية في مواقع الوزارة، وأن
يتم توزيع الخدمات الثقافية على مستوى مصر كلها.
وأضاف أن الوزارة
بدأت بعد الثورة في تنفيذ مشروع "القوافل الثقافية" الذي يهدف إلى الذهاب
لجميع محافظات مصر لتقديم أمسيات وأنشطة ثقافية للتواصل بشكل فعال مع
الجمهور وإتاحة المجال أمام كل من لديه موهبة في الفن والثقافة ليشاركنا
إياها، كما تسعى الوزارة لعمل برتوكولات مع وزارة التربية والتعليم والمجلس
القومي للشباب والرياضة لخلق حالة من التكامل بين هذه المؤسسات لنشر
الثقافة جديدة في المجتمع ولتوفير منصة لكل من يرى في نفسه موهبة ثقافية،
ويريد أن يعبر عنها.
وقال أبو غازي، إنه بالرغم من تضاؤل إمكانيتنا،
ولكن يمكننا بمجهودنا الذاتية والتعاون مع الجمعيات الأهلية والمثقفين أن
نحقق نشاطا ثقافيا بقيمة عالية وتكلفة محدودة، فيمكن أن نستفيد من كل مساحة
خالية وكل مركز ثقافي أو ميدان أو مدرسة وننشر أنشطتنا الثقافية.
وشدد
على ألا تقتصر المرحلة القادمة على الأنشطة الفنية الترفيهية، ولكننا
نحتاج إلى وعي وتثقيف سياسي، ونفهم معنى المفاهيم السياسية التي تطرح الآن
على مسامعنا لأول مرة، مثل تداول السلطة وانتخابات حرة نزيهة ونظام برلماني
ورئاسي، فنقوم من خلال أنشطتنا المختلفة شرح هذه المفاهيم للجمهور، سواء
بشكل مباشر من خلال الندوات والمحاضرات العامة أو من خلال الأعمال الفنية
التي تنقل هذه الأفكار بشكل غير مباشر.